مسمار نعش في عش الزوجة
نعيمة بيلو
قبل الزواج ، وفي فترة الخطوبة . او قبلها حين ا بداية العلاقة العاطفية تكون الرومانسية هي لغة الحياة لدى الطرفين. من معسول كلام وابداء اهتمام كل طرف بالاخر حتى في التفاصيل الدقيقة. فنجد من يبث اشواقه للاخر ويعبر هن لواعج الحب وهيام العشق . وقد نجد من يشطط في عشقه فعبر عن عدم مقدرته العيش بعيد عن الاخر . ولكن بعد الزواج وبعد ان يطمئن كل طرف الي وجود الاخر بالقرب منه . فيلتفت الي الحياة وواقعها فتتغير طريقة التعامل و تغيب مفردات التي تعبر عن الحب والهوى وتحل محلها مفردات عادية وربما تصل حد الجفاء
في استطلاع لمجموعة من الأفراد حول آرائهم عن الرومانسية قبل وبعد الزواج..
ارتسمت على وجه ربة المنزل مي طارق ابتسامة عريضة؛ عندما سألتها عن وجود الرومانسية في حياتها الزوجية؛ وقالت:"هُوْ في رومانسية قبل الزواج لما تجي بعدو". وأضافت إنّ الرجل السوداني بطبيعته لايستطيع التعبير عن مشاعره لاسيما أحاسيس الحب؛ حيث يسود اعتقاد عند الكثير من الرجال بأن التعبير عن الحب ضعف، لذلك يغلب عليه طابع الجدية والوقار.واستنكرت الموظفة سناء عوض الكريم أن تكون العلاقة بين الزوجين خالية من الرومانسية، وأوضحت أن شكل التعامل يختلف قبل وبعد الزواج، حيث تأخذ العلاقة بين الأزواج شكلاً مختلفاً بسبب ضغوط الحياة الأسرية اليومية وزيادة الأعباء، حيث يقلل ذلك من مساحة التعامل الرومانسي داخل الأسرة. وتساءلت هل الرومانسية هي أن يهدي الزوج لزوجته وردة حمراء كل يوم لتشعر بمكانتها عنده ؟
وسخرالموظف عبد الرحمن الوسيلة من مفهوم بعض النساء للرومانسية، وأضاف إن العلاقة بين الزوجين ليست كما تظهره المسلسلات والبرامج التلفزيونية، كما أن العلاقة قبل الزواج لاتشبه العلاقة بعده، فالود بين الأزواج موجود في الأسرة السودانية. ويرى أن احترام الرجل لزوجته وتلبية رغباتها والكلمة الطيبة هي أيضاً نوع من أنواع الرومانسية. وأكد أن الرومانسية متوفرة لكن على المرأة أن تتفهمها.
بينما ذهب الطبيب علي بدرالدين إلى أن جو السودان لايسمح بها. وأضاف على الرغم من الثراء الجمالي فى طبيعة البلد والمناطق السياحية؛ إلا أن عدم الاهتمام بها جعل هنالك مسافة واسعة جداً بيننا وبين الرومانسية كسلوك عند أفراد المجتمع السوداني.
وتقول المعلمة إيمان الزين إن نظرة الرجل السوداني للحياة نظرة عملية؛ فهو يرى أن واجباته تقتصر فقط على العمل وتوفير احتياجات المنزل والأبناء؛ وواجبات الزوجة هي الإهتمام بمتطلبات أطفالها وزوجها؛ لافتة إلى أن العلاقة لاتخلو من المودة؛ فلا يوجد رجل مثالي يستطيع أن يلبي كل متطلبات الزوجة. وعن الحياة قبل الزواج ترى أن الرجل يكون شاعرياً ورومانسياً قبل الزواج، لأنها مرحلة لشد الانتباه ولتحسين صورته أمام زوجته المستقبلية؛ ليظهر أمامها بأبهى حُلله.
بينما اعتبر المهندس الفاضل محمد أحمد أن الرومانسية سلوك وليس تطبُّعاً؛ فهناك من يتعامل برومانسية وذوق بطبيعته من دون أن يصطنع ذلك. وأضاف أن عادات وتقاليد المجتمع السوداني رسمت شكلاً معيناً لشخصية الرجل، وأوضح أن الشارع العام تحكمه قوانين ومعايير معينة للتعامل، فمثلاً من غير المقبول أن يمشي الرجل ممسكاً بيد زوجته في الشارع؛ وعلى العكس تماماً في دول أخرى؛ حيث يعتبر ذلك شيئاً عادياً يعبّر به الرجل عن حبه لزوجته؛ لذلك نحن نتخذ أساليب مختلفة للتعبير عن دواخلنا تحكمها عاداتنا.
س.ع شاب هادئ الملامح يبدو على ملامحه الوقار، روى لنا قصة طلاقه التي كانت الرومانسية أبرز أسباب نهايتها. وأضاف أن زوجته أحالت حياته جحيماً لأنه لايتعامل معها مثل زوج أخته المغترب؛ الذي يرسل لها الرسائل لأكثر من مرة في اليوم؛ ويهاتفها على رأس كل ساعة. وقال إنه حاول مراراً وتكراراً أن يوضِّح لها أن طبيعة زواجهما تختلف تماماً عن أخته؛ إلا أن شعورها بالغيرة سيّطر على تصرفاتها لدرجة أنه لم يمنحها فرصة للتفكير في أنها ستدمر حياتها الزوجية بهذه الطريقة.
وتقول الطالبة الجامعية ريم فتح الرحمن أنها تتمنى أن تتزوج برجل رومانسي. وأضافت أن ذلك كل ما يهمها في زوج المستقبل؛ فهي لاتهتم لماله أو وظيفته. وترى أنها إذا وجدت فارس أحلامها الذي تتوفر فيه هذه المواصفات ستتزوجه "في السريييييييع" على حد قولها.
بينما كان يقف على بعد خطوات من ريم زميلها أحمد عمر؛ الذي تنامى إلى مسامعه أطراف حديثنا ليستنكر الطريقة التي تفكر بها زميلته؛ ويقول إن ذلك رأيها قبل الزواج فقط. وقال إن بعض النساء يعتبرن أن الرومانسية هي عطور وهدايا و"دباديب". وهذا اعتقاد خاطئ يمشي بين النساء؛ واعتبر أحمد التفكير بهذه الطريقة يدل على السطحية في التعامل مع الحياة.
وبحسب رأي علم النفس تقول الدكتورة أماني: يجب وضع أساس سليم للزواج؛ لأنه سُنة الحياة ونصف الدين. وأضافت من الضرورة أن نجمع بين العقل والقلب معاً؛ لافتة الى أن علاقة الفتاة قبل الزواج تختلف عن حياتها المسقبلية، فالعلاقات العاطفية قبل الزواج تكون مليئة بالعواطف والرومانسية؛ لأن كل طرف يكون معجباً بالآخر، فالقلب يدق لكن العقل قد يكون غافلاً تماماً عن معرفة وفهم شخصية الطرف الآخر؛ وبعد الزواج تبدأ العيوب في الظهور لدى الطرفين؛ وتحدث المشاكل، فيجد كل منهما الآخر كأنه كان يضع قناعاً قبل الزواج.
ولذلك لابد أن يتمّ الزواج بالتوفيق بين العقل والقلب؛ حتى تسير الحياة الزوجية في المسار السليم ويتساوى فيها الجانب المادي مع الجانب المعنوي والإجتماعي؛ لضمان إستمرار العلاقة الزوجية. وعلى كل من الأطراف مراعاة ظروف الآخر والتعبير له عن ما يريد بأبسط الطرق وأفضلها.