............فذاعة الطير في زمن العدار .................
منذ القدم عرف الانسان البسيط مايسمى بالفزاعه التي توضع في المحاصيل لاخافة الطيور الا ان هذه الفزاعه نفسها يمكن اطلاقها على ماتطلقه الانظمه من ردود افعال على ثوار البلاد الذين يرفضونها وقد ظهرت العديد من الفزاعات في الثورات العربيه السابقه وهو درس ينبغي ان نتعلمه حتي لاننخدع مثل الطيور ونغفل تحصيل ثمار الثوره
والفزاعه هنا تنقسم الي قسمين نرجو ان نوفق في سرد اقسامها حتي لانهمل شيئا من الدروس المستفاده من الثورات وهي بشقيها الداخلي والخارجي {اي الفزاعه} يقصد بها تغويض الثورات وتحييد بعض فئات الشعوب وفيما يلى نتحدث عن الفزاعه الداخليه :_
من الفزاعات الداخليه التي يمكن ان يستخدمها النظام الانقاذي مايسمي بضرب الثوره بالثوره وهو ان يلجاء النظام الي خلق فجوه بين ثورتي المبادئ والكرامه وثورة المصالح والجوع والفقر وهو مايحدث الان حيث ان المكون الاهم للثوره الثانيه هو الاليه القمعيه التي يستخدمها النظام في ضرب مكون الثوره الاولي وذلك يبدو جليا اكثر بالنظر الي الطبقه التي قام بتجييشها النظام فهي منتقاه من ابناء الهامش البسطاء الذين يستطيعون تحرير الهامش من قيود الرزق الضئيل والقناعه بما يمكن اغتنامه وبذلك يضمن سكون الهامش الي النظام وبذات الوقت يلجاء الي فزاعات اخرى لتحييد الهامش عن المركز الذي يكون ثورة الكرامه ومن امثال الفزاعات الاخرى التي يستعين بها النظام فزاعة {من سياتي}وهي اشاره الي ان التغيير لن يكون في صالح الهامش ذلك لان الهامش تقوده غالبا مكنزمات التوافق الذاتي ... وفزاعه من سياتي منطلقها الاعتقاد الراسخ بان النظام الحالي قد شبع وسيبداء بالتنميه ومن سيخلفه يحتاج الي سنين ليشبع ونفس هذه الفزاعه تقراء مع فزاعه اخرى وهي فزاعة {الالصاق} وهوماسيلجاء اليه النظام ليظل جاثما وفزاعة الالصاق هي محاوله ايضا لتحييد اغلبيه ثوريه فمثلا اذا قام النظام بلصق الثوره الشعبيه بعرق معين سيضمن العرق الاخر كما هومعروف في السودان {ابيض واسود} او الصاق الثوره بتنظيم بعينه مثلا{كشيوعي _شعبي_حركه شعبيه} وهذه الفزاعه تقراء ايضا مع فزاعة بلطجة الاعلام المضاد حيث سيقوم اعلام النظام بتغبيش الوعي العام وتهميش الثوره والتنكيل بالمسمى الملصق بها وهذا ماسنتحدث عنه لاحقا في مستند اخر ومن الفزاعات التي سيتبناها النظام ايضا بلطجة الاحتواء للمنظمات المدنيه كتنظيم مسيرة المحامين للتنديد بقرار الجنائيه الدوليه فقد تخرج تلك الجسام المواليه للتبرؤ من الثوره ونفي الامتعاض العام عنها والكل يعلم مايفعله غندور بنقابات عمال السودان واخيرا ايضا مايمكن استخدامه كفزاعه داخليه مسألة التقسيم والتخويف منه وهذا الخطاب بدى قريبا للاذهان اكثر من ماسبق بعد انفصال الجنوب ......
ومن الاوراق التي سيدلي بها الي سباق البقاء في السلطه بعض الفزاعات الخارجيه مثل ماحدث في مع كل الثورات العربيه فقد هدد الرئيس المصري السابق مبارك بفزاعة الاخوان المسلمين ونحمد الله ان نظاما لن يتثنيى له هذا الخيار وبالذهاب الي ليبيا الشقيقه نجد ان القذافي قد استخدم القاعده والحبوب المهلوسه كفزاعات خارجيه ولم يكن اليمني بخير من سابقيه حيث ذكر ان التظاهرات في بلاده تدار من غرفة عمليات في تل ابيب وتتبع لامريكا ولاحقا جاء الليبي بفزاعه اكثر تخويفا لشعبه وهي فزاعة اطماع النفط الليبي ولابد لي من ايضاح الدور العظيم الذي يمكن للفزاعه لعبه في صالح من اطلقوها فالفزاعه الداخليه تحيد قطاعات الثوره وتضعفها من ما يتيح للانظمه خلق تحالفات داخليه لضمان البقاء في السلطه مقابل ضمان عدم تحقق الفزاعه لاصحاب المصالح اما الفزاعه الخارجيه فهي التي تلعب الدور الاهم في خلق تحالفات مع الدول العظمي وضمان السند الدولي للانظمه القمعيه ففزاعة القاعده كمثال جعلت الغرب كله يتابع بتفحص وامعان فائق نايحدث في ليبيا وقامت بتحييد المجتمع الدولي الا من الشجب والادانه فقط وهذا الدور مكن الغذافي من ضرب مواطنيه بالاسلحه دون مراعاه الي اي مجتمع دولي وهنا يثور تساؤل ماجديد الفزاعه في السودان والي ماذا ستلجاء عصابة البشير لكسب تحالفاتها الداخليه والخارجيه الداعمه للكرسي المملؤ بالشره والدم
{وجدت الناس قد مالو الي من عندهم مال}