دار المايقوما. وراء كل طفل هنا.. متعة لحظة..!!
الدخول الى ذلك المكان يتطلب قلبا قويا قادرا على احتمال المنظر.. منظر أطفال تحتشد بهم الدار من عمر يوم واحد الى أربع سنوات.. ما أن يروا زائرا وإلا يتعلقون فيه بأصابعهم الندية.. .. أطفال بغريزتهم الفطرية يبحثون عن أب.. أى رجل ليصبح أبا..
وراء كل طفل هنا.. قصة أم تاهت في ظلام المتعة العابرة.. رحلة قد تبدأ دون أن تحس بها الفتاة.. مصير تملك أن تصنع فيه ال...خطوة الأولى، لكن لا تملك أن تدرك نتائجه الا بعد أن تطل المأساة حين تتحرك الأحشاء.
ثمن المتعة العابرة.. تتحرك الأرحام فتدفع الى الحياة مولودا ينتظره احد مصيرين محتمين.. المصير الأول: إن كان محظوظا ولم تنهشه الكلاب الضالة بعد أن تلقي به أمه في قارعة الطريق.. فستذهب به الشرطة الى (دار رعاية الطفل) في المايقوما.. جنوب الخرطوم.. وهناك تطلق طلقة البداية في رحلة عذاب مدى الحياة للطفل الذي جاء ثمرة السقوط.
أو المصير الثاني: الأكثر دموية ومأساة.. وبكل أسف هو المصير الذي تلاقيه الغالبية.. أن يموت المولود الصغير في المكان الذي ألقي فيه.. تعددت الأسباب والموت واحد.. قد يخنقه - بعد ولادته - بالحبل السري ذووه.. تخلصا من العار والفضيحة.. وقد تنهشه الكلاب الضالة.. فتأكل يده أو رجله وهو حي يصرخ.. أو يموت من البرد ولسعات أشعة الشمس.. وفي كل الأحوال النتيجة في النهاية ماثلة في شتي مستشفيات ولايات الخرطوم الثلاث.