السودان نموذجاً معاصراً لدولة..الفقر والقهر وهجرة العقول
بقلم : محمد مصطفى التوم
.........................................................................
الحركة الإسلاميه المنقسمة بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني، اغترفت اخطاء لا يستهان بها طيلة الـ ٢٣سنة الماضية والأسوأ هو نجاح المؤتمر الوطني في تفكيك الروابط الأسرية والعلاقات الاجتماعية، وخلق نظامًا مختلفًا بالكامل عما كان سائدًا في السابق، إذ وفر المال لأتباعه، وعمل جاهداً لتركيع الشعب بإفقاره .
وفيما يحدثه الفقر بالإنسان يقول العلماء:-
لقد أدرك الإسلام أهمية المشاكل التي يخلقها الفقر للإنسان وقد تحدث في مختلف جوانبه ومنها في المجال الإنساني، فالذي يعاني من هذه المشكلة لا يمكنه عادة أن يتمتع بكل مقومات الإنسان الكامل، ومن ذلك على سبيل المثال سلبيات هذه المشكلة على ذهنية الإنسان وقدرته لإبداء الرأي الصحيح واتخاذ المواقف الناجحة، فالجائع مشغول بنفسه قد لا يمكنه أن يشيرك في أمر ما، لأن الفقر جعله مولّه العقل، مشتتاً في كيفية تدبير شؤون معيشته، وعدم وجود الخبز أخذ مدى تفكيره فجعل حجته غائبة عنه، لايهتدي إلى سبيله، مدهوش اللب، فلا يتأمل منه ـ عادة ـ إبداء الرأي الصحيح والصائب والناضج، ولذلك قال الإمام علي (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام): » يا بني من ابتلي بالفقر ابتلي بأربع خصال... بالضعف في يقينه والنقصان في عقله والرقة في دينه وقلة الحياء في وجهه « وقال (عليه السلام) لابنه محمد ابن الحنفية: »... فإن الفقر منقصة للدين، مدهشة للعقل، داعية للمقت« وقال (عليه السلام): » الفقر يخرس الفطن عن حجته« وعلى هذا تكون هذه الشريحة ـ جماعة ـ غير فاعلة في المجتمع وليس لها دور يذكر في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها، فيعتبر الإسلام هذا الأمر خسارة للمجتمع البشري لأنه جاء يحمل للناس مجموعة من المفاهيم والمبادئ من أجل سعادتهم .
وماسبق ذكره، تذكير وتنوير بما قدمه الإسلام للمسلمين وللأسرة البشرية كلها للإقتداء به، ولكن النظام السوداني لم يقتدي بذلك بل، أنشأ من الوزارات والهيئات أضعاف ما أنشأته الحكومات السابقه لتثبيت أقدامه وشغل الشعب بالشعارات ودمر وسائل الإنتاج ، لذلك أمتلات العاصمة بالعباد للبحث عن مصدر رزق يقيهم شر الفقر والعذاب، فبدأ بعضهم الإنضمام للدفاع الشعبي او سائق ركشة او بائع متجول، ومعظمهم من الشباب وخريجي جامعات، ناهيك عن هجرة العاملين في الحقل الطبي والاكاديميين والفنيين بغية البحث عن عمل تفادياً لمرارات الجوع والفقر والقهر والنفي والملاحقة الأمنيه، وقد كتبت تقريراً بكل ارقام المهاجرين في الشهور التي سبقت ورغم أنهم مواطنون في بلاد نهر النيل الذي أعطاه الله فوق خصوبته وسحره التاريخي النفط الوفير، ورغم ذلك ما زالت الناس تشرب الماء من البير.
واخيراً، أصبح المؤتمر الوطني مكشوف الوجه والضمير، لأنه يركض خلف سراب أوهامه أو من يؤيدونه وفي النهاية هو الخاسر.. مهما حاول التستر وراء الدين.. قال تعالى في سورة الرعد: وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
وان كان في القلب بقية من السلام والحب . فبالحب نلتقي ،،،،